|
♠ ..| مئذنة النون يمنع المنقول والهمسة زليخة راودت الصمت عن ذاته(القصص والروايات وق ق ج) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الساقطة والنبيل
الساقطة والنبيل
تقدم حسن ودلف من باب قسم الشرطة ، ليقدم شكواه وهو يطاطا رأسه خجلا ، يخشى أن يره أحدا من الناس أو من جيرانه أنها المرة الأولى التي تطأ قدميه قسم شرطة المركز .. كان يحاول أن يخفي ملامح وجهه حتى لا يتعرف عليه أحدا من أهل الناحية .. كان مرتبكا لا يعرف ماذا يقول ، لضابط المباحث ، وكيف يقدم شكواه إليه ؟.... عجز حسن بسبب طيبته عن الوصول وكشف المستور ؛ لقد أخذ الشك فيه حيزا وبات يؤرقه ، منذ أن مات أبيه الحاج ابراهيم أبوليفه ، وظهور تلك المرأة في حياتهم فانقلبت الدنيا رأسا على عقب .. وهو يكتم أمرها لا يود أن يفشيه للناس ، أو يطلع عليه أحد ، فهو ابن رجل معروف بين بالتقوى والصلاح وله هيبة ووقاره عند الجميع ، خشى حسن أن يؤثر ذلك في سمعة أبيه وعائلته .. مضى شهرين كاملين وهو يكتم على الخبر ، ما دعاه للذهاب لقسم الشرطة إلا كثرة الارتياب في أمر تلك المرأة التي ظهرت لهم في لحظة انتكاسة ، في لحظة وفاة الحاج ابراهيم ، مدعية أحقيتها في الدار بصفتها زوجة الحاج ابراهيم المتوفي ، بعقد عرفيا وشهود ورقم بطاقته القومي ، وطفل بين ذراعيها لم يتعد الشهرين وشهادة ميلاد تحمل اسم الطفل مقرونا باسم أبيه وجده ..دخلت سميره في عائلة الحاج ابراهيم بقوة من اول لحظة ، وراحت تسوق نفسها بين العائلة وتتخذ من القرارات ما يربك الخدم ، نظرا لوفاة الحاجة فاطمة أم حسن قبل زوجها الحاج ابراهيم بعامين مما أعطى لسميرة فرصة في التدخل وفرض نفسها ، كان حسن كريما هادئا مثل أبيه فاهتم بها وبطفلها الذي يعد بمثابة أخيه فاكرم مثواها ، بذل لها العطاء اكراما لأبيه الذي كان يحبه ويحبه ، لم تنتظر سميرة كثيرا في دار الحاج ابراهيم بل انتظرت حتى انتهاء فترة الحداد وطلبت من حسن السماح لها بالذهاب لشقتها التي اشتراها لها الحاج ابراهيم التي تقيم فيها مع أمها ، فقد اشتاقت لأمها وعليها أن تذهب حتى تراها وتطمئن عليها.. لكن سميرة قبل أن تخرج أطلقت صاروخا أرض جو فقلبت كل الموازين .طلبت من حسن وهي تظهر الحياء أن يسرع في حصر حقها وطفلها من ميراث الحاج ابراهيم .. كانت الصدمه لحسن قوية لكنه تمالك نفسه وأبدى ابتسامة وقبول ، واعدا إياها بعمل اللازم . مضت سميرة كما ادعت ومضت الأيام على سميرة وعدم رجعوها للدار ...فكر حسن فالذهاب إليها وزيارتها فمهما كانت فهي مسؤولة منه ، وحق عليه رعايتها بعد أبيه ،ذهب حسن للعنوان التي أعطه إياه من قبل وصعد سلم العمارة ، في الدور الثالث توقف أمام باب الشقة ، ضغط على ذر جرس التنبيه ، انتظر قليلا ، يطل منها رجلا قارب السبعين من عمره لا بالطول ولا بالقصير عيناه غائرتان في وجهه نظر إلى حسن نظرة فتور قائلا نعم : ماذا تريد حسن : أريد السيدة سمير عبد اللطيف .. الرجل :لا ليست هي موجوده الان فقد ذهبت إلى المقابر تصطحب أمها معا وطفلها لزيارة قبر زوجها المرحوم وقبل ينسحب العجوز من أمام حسن ويقفل باب الشقة أخرج حسن بعض النقود وتناولها العجوز طالبا منه أن يعطيها إياها ويخبرها بمجييه إليها وسؤاله عنها .. وانصرف حسن مسرعا منطلقا بسيارته إلى المقابر فقد أحس حسن أن الرجل يكذب والأمر غير طبيعي فأراد اللحاق بها في المقابر إذا كان قول الرجل حقيقيا وصادقا...لكنه لم يجدها ولم يعثر لها على أثر بالمقابر قد ذهبت وانصرفت قبل حضوره بكثير من الوقت .. عاد حسن لأعماله مرة ثانية لكن كان عليه أن يعاود سؤاله عنها وعن طفلها كل حين ودائما ما يجد هاتفها التي أعطته إياه مغلقا أو غير متاح لذلك كان على حسن أن يقوم بما قام به أول مرة فيذهب إليها ... دق باب الشقة فخرجت تلك المرة امرأة في العقد الخامس من العمر وليست الرجل الذي قابله في المرة الأولى في زيارته لها .. ما أن نظر في وجهها حتى طار به الخيال وراح يستحضر الصورة التي أمامه فما هذا الوجه بغريب عليه أنه يعرفها جيدا ... إنها هي أنها هي إنها فتحية الخادمة تلك المرأة التي كانت تخدم في بيتنا ودخلت على أبي عارية ذات يوم فرضها أبي وطردها من بيتنا وخدمتنا .. أنهى حسن اللقاء بسؤاله عن سميرة وصحتها وصحة طفلها وطلب من فتحية أن تنادي عليها لمقابلته لكن فتحية ردت عليه وكأنها تود أن لا تضع عينيها في عينيه بخروج سميرة إلى السوق لقضاء بعض مصالحهم ..لم يتوانى حسن في أن وضع يده في جيبه وأخرج حافظة نقوده ودس يده فيها وأخرج بعضا من أوراق البنكنوت الورقية ويضعها في كف فتحيه وهو يستدير عنها قائلا .. بلعبها عنا السلام وتعطيها تلك النقود كمصاريف لحين يتم الانتهاء من حصر التركة وحقها وحق طفلها .. أخذت فتحية النقود دون يظهر عليها أي ارتباك وحين تأكدت من نزول حسن السلم فأوصدت باب الشقة خلفه ...تركها حسن ومضى لكنه لا يعرف إلى أي وجهة ستكون وجهة ...أحسن حسن أن الدم يكاد يضرب من رأسه واحس أن باتت نغسلها سبورة قاتمة فأصبح لا يرى شيئا أمامه وساقته قدميه إلى أول مقهى قابله وهو في طريقه .. جلس حسن وهو يدور برأسه في الدنيا وكأنه لا يرى بعينيه شبر ..وجلس وانما رافعا رأسه في السماء غارقا لا يعرف كيف يؤكد ما دار في خلده ويبعد هذه المرأة اللعوب عن طريقه وحياته .. لقد راح اليقين يصفح كالشمس المشرقة يطل على الوجود بالحقيقة المخفية والمخباة تحت لحاف الوهم ..كان قد أتى إليه بكوب من الشاي وتلقاه حسن من يده قبل أن يضعه النادل على المنضدة متلهفا عليه وقبضت يده عليه بالرغم من سخونته الشديده في يده ..وتناول رشفتين من الكوب الساخن وأردفهما برشفة ثالثة دون يعبأ بسخونة الكوب طاف الخيال بحسن ولا شي يعوق فكره و ذاكراته .. انتفض من مكانه وبرقت عيناه وهو ينظر أمامه في اللامدى كأن واحدا من الناس يجلس معه ، يحادثه ،،راح يحدث نفسه بصوت عال وهو يقول نعم لقد كان أبي مريضا ...كان يعالج من ضعف ،، كيف يتسنى له الزواج من بنت في سن بناته؟, هذا لا يصح ولا يكون ... أعطى حسن ثمن الشاي للنادل دون أن ينتظر الباقي ، شد الرحال إلى هدفه وما حط به فكره ..إشارة لعربة أجرة وهو يقول لسايقها شارع عبد المنعم رياض.... تابع مع الساقطة والنبيل ..... المصدر: منتدى يوسفية الهوى 🍎 hgshr'm ,hgkfdg |
05-29-2022, 11:55 PM | #2 |
|
تابع الساقطة والنبيل
برج الخليج عيادة الدكتور مختار جمعة لم يرد السائق ولكنه أكتفى بنظرة إلى حسن كأنه يقول علم يا افندم... كانت المسافة دقائق معدودة نفقت في الشرود واستيقظ حسن على صوت السائق العيادة يا أستاذنا وهو يشير له كي يعبر حسن إلى الجهة الأخرى من الشارع بعد الهبوط من السيارة ... صعد حسن السلم وها هي عيادة الدكتور مختار .. حجز حسن دورا له عند الطبيب حتى يتسنى له مقابلته وجلس كأنه يجلس على كومة من جمر راح حسن يتقلب في جلسته يمينا ويسارا ويهبط واقفا إلى أن حان دوره للدخول إلى الطبيب .. الطبيب :ماذا بك وبما تشكو ؟ حسن :ليس بي مرض يا دكتور ولكن جئت لاستسفر عن حالة عولجت عندك وكنت تتابعها منذ أكثر من عامين ... الطبيب :أي حالة يا حسن ؟ حسن:أنها حالة ابي الطبيب:واين هو ؟ حسن :لقد توفاه الله يا دكتور ..لكني في حاجة ملحة وضرورية لتقرير طبي عن حالة ابي قبل أن يتوفى يكون سندا لي فيما ينسب لأبي بعد وفاته الطبيب : مالذي ينسب لأبيك ؟ حسن:اعلم أن الي كان يعالج عندك قبل وفاته على عدم وجود مقدرة جنسية ليعاشر النساء واليوم جاءت إحداهما ومعها طفل صغير وتدعي أنها زوجة لأبي بعقد عرفي وشهادة ميلاد الطفل يحملان اسم اسم أبي وتوقيع مزور .. لذلك لجأت لكم لاظهار الحق ورفع السوء عنه من هذه الساقطة الطبيب :امهلني بعض الوقت راح الطبيب يبحث في حاسوبه بين أسماء مرضاه الذين كانوا يترددون عليه في هذه الفترة الزمنية حتى عثر على اسم والد حسن وكما توقع حسن أن أباه في أيامه الأخيرة كان عاجزا عن ممارسة الجنس نهائيا وفاقد القدرة على ذلك وهذا ما أفادت بها الفحوصات والعقاقير المسجلة في الحاسوب في حالة أبيه ... أخذ حسن تقريره من الطبيب وخرج وهو يقول ليس هذا بكافيا حتى أظهر براءة ابي وأكشف تلك المرأة اللعوب العاهرة ...تذكر حسن أن لديه صديق وفي ويعرفه تماما هو ووالده الحاج ابراهيم كان يعمل في قسم التحري مدة طويلة ويستطيع بخبرته أنه يأتيه بما خفي من أمر هذه المرأة قبل أن يذهب للشرطة ويتخذ إجراء ضدها .. كان الشويش عبد المتين يعمل مخبرا سريا لدى جهاز التحري في أقسام الشرطة ويستطيع أن يأتي بما لا يعرفه حسن أو غيره من الناس.ذهب حسن واتخذ طريقه إليه وأوكله بالمهمة مع السرية الكاملة بين الناس حتى لا يفشى أمرهم فتهرب تلك الفتاه وامها ومن يعاونهم قبل القبض عليهم ... لم يطل الوقت على حسن كثيرا وجاء التقرير السري من الشاويش عبد المتين في غاية الخطورة عن سميرة وامها والعجوز الذي يسكن معهما ... إنها أمراة خارجة عن العرف والدين ولديها سجل أمني كثيرا ما كانت تهرب من الملاحقات الشرطية وأنها مطلوبون للعدالة ... لذلك اتخذ حسن قراره ليذهب إلى قسم الشرطة ويقف أمام رئيس مباحث والتحري بالمركز .. كان حسن يقف خجولا وهو يحكي قصته أمام الشرطة ويضع مالديه من معلومات أمام رئيس المباحث ... لم يتواني رئيس المباحث بل نادى على المقدم مصطفى وكلفه بالأمر في سرعة القبض على ثلاثتهم ..لم يمضي على وجود حسن بمركز أربعة وعشرون ساعة وقد تم القبض عليهم واستقرارهم فيما نسب إليهم من جديد ... لقد أرادت ام سميرة الانتقام من الحاج ابراهيم قبل خروجها من منزلة أن سرقت حافظة نقود وكانت بها بطاقته الشخصية لكن الحاج ابراهيم لم يبلغ عن فقدانها واستخرج بدلا منها ..وقد وجدت المرأة ضالتها وقامت بالتذوير فوجت بنتها له ونسبت طفلها اللقيط له مدعية أنه طفله وسميرة زوجته ولكن ميزان قد نصب فلا مفر لسميرة غير إيداعها السجن لتنال حكما عن قضاياها خمسة عشر عاما .... بقلم سيد يوسف مرسي |
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|