مزامير داوود
♠ ..|رضاب الأبجدية يمنع المنقول من ماءِ معينْ (الخواطر وهمهمة الوتين) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
محكمة
[ محكمــــــــــه]
كثيراً ما تراودني بنات أفكاري ، وأنا أتلظى بنار النساء ، وقد كبلتني القيود ،فأصبحت سجين دنيا هم ، أدور في رحاهم لا أنفك عن مجالهن ،متقوقع سجين في مدارهن ، لِمَ فيهن من جاذبية شديدة متقنة .. فكلما أردت أسترد أنفاسي استخدمت الأنثى عواملها وأدواتها المناخية الفعالة لتجلدني بسوط الدموع والشكوى . متهمة إياي ب الظلم والقسوة والطغيان والجبروت والتحكم والاستعمار المنظم ضدها ، وإظهارهي بمظهر الشيطان المارد المتعجرف ،وهي الضعيفة المسكينة والباكية الحزينة ، حتى أظل في مدارها مربوطٌا بحبل الانصياع مرتجفاً خائفاً أخشى اللوم من عباد الله ، وأخشى الغرق على سفينتي في عرض اليم قبل أن ترسي على الشاطئ ، وتصل بالسلامة بركابها ، لقد عرفت منذ المهد في صغري أنني قبطان ، فحافظت على التكليف ، ووضعت يدي على قلبي ، مؤمنا بمصيري ، أنظر أولادي ، أخشى على سفينتي الغرق ، أخشى عليها من المرض ، أفتشها بقلبي ولا تكل عيني ، أصارع موج الحياة ..أخشى أن يصيبها مكروه . أدخل المعركة بقلبي وجسدي لا أهاب العواقب ،أنظر إلى جيبي وأخشى يفرغ ما به ، فأركض في غابة الدنيا ركض الوحوش في البرية ، حتى لا تبيت هي أو أحد أبناءها جائعاً أو مريضا ، وأصبح أو أبات مأرقاً لو طال احساسي أنه قد مسها أو لحق بها أذى ، فأصبح لا أفي بمتطلبات الحياة مهما كان الجهد والمعاناة ، مهما كثر الشراء بدون الحاجة ، ألبي كل طلباتها مهما كان العناء وأجلب عما يزيد عن الحاجة لارضائها ، حتى فقدت صحتي وقواي اللتان انهكتهما الحياة والأنثى تتمادى في تنكيدي واتهامي ، والتشنيع بي والجري خلف النواقص لها المسيرة في القضاء علي السكينة ،فنظمت المؤتمرات ، وعقدت الندوات ، وأشاعة في وكلات الاعلام في قنوات الفضاء ، انها تطالب بالحرية ، تطالب بالإستقلال ، كأنها استعمرت وسلبت حريتها فلم يعد مصير مجرورة ... لذلك راحت تراودني بنات فكري وتحفزني بشدة وانا أحس بالظلم وأشعر بالاضطهاد النسوي تجاه الرجل ، ليكون عقابه أزلياً وليقبع داخل القمقم الذي وضع نفسه فيه برغبته ورضاه ، وكلما أراد الخروج ليطل من عنق الزجاجة الضيق دفع بقوة ناحية التنوير الفوتوغرافي المبهم عبر الفضاء المصلوب بالغيم الأسود تحت مسمى الحرية للمرأة ، ليظل الرجل قابعاً في حبسه الانفرادي ، والنيابة لا تقول الحقيقة إلا بما بلغت به وأخبرت به عن طريق محاضر أعدت مسبقاً ، بالمحاباة ، والمجاملة ، والخوف ، ثم تسترسل واصفة إياي بالمعتدي المخل بالأمن وتعكير صفاء الأسرة ، المتراخي في أداء مهمته التي وكل بها فأخل بالنظام الأسري ، فجعل الزوجة تتحسر وتشكو وتلجأ بالجهر على ما أصابها من عذاب ونالها من قسوة ، حتى وجدت الحاجب يصفق بيديه وهو يقف منتصباً وقد ألصق جسده بالباب وهو يرفع يده تجاه عينيه مؤدياً التحية لهيئة القضاء والمحكمة وقد علا صوته ودوى صداه فوق الجميع .... محكمة ...لقد تقدمت بطلبي وشكواي لهيئة المحكمة بأنني بت المجنى عليه في هذا الزمان ،، فلا روح لي ولا جسد ولا عقل بات برأسي فكل عضو عندي بات منفصل عن الأخر ، إلا من مسمى ...( رجل ) ! ، وأي رجل الصورة .. فقط ، والرؤية تخالف المعتبر والحقيقة ،، لقد استحوذت الأنثى على كل شيء ، كما أستحوذ الشيطان على كل بني البشر وسيطر بأدواته الفعالة الفاتكة ومفاتنه المغرية ،،فراح يخرج عن معتقداتها ويؤلب الناس بعضهم على بعض ويزج بهم في متاهات الغرور والاعتقاد الخاطئ فينشئ الطمع ويستبد ،،، والأنثى في زماننا كذلك ،، امتلكت الكثير من الأدوات وعرفت كيف تستخدمها ، فأخرجت الرجل من رجولته ،وجردته من صلاحيته وقوامته ، وراحت تنافسه في كل المجالات التي غير مخوله لها حتى فقد الرجل كل صفات الرجولية أفقدته كل دواعي الانسانية ، كالاستعمار المهذب في بدايته الذي يستوطن البلاد دون تحريك الجيوش والعتاد ،ويخفي في سعيه المراد ثم يصبح المالك والمتصرف في كل شؤنك ومصيرك ، فإذا أصابك الوهن أو حلّ بك الضعف أصبحت المدان والمقصر تجاه سيدك .. جلست وجعلت من كل الوجود حولي لا وجود له ، فما من أحد أعارني انتباه أو التفت إلىّ ، فلا أحدٌ يخصني كما أنني لا أخص أحداً .. جلست أنتظر دوري بين جلسات المحكمة الموقرة ورحت أتجاهل وجودي بين الوجود في ردهات المحكمة ولا أنظر حولي ، فلقد نظرت قبل أن أجلس فرأيت من حالات البشر ما يبكيك ويحزنك ، فكلٌ يبكي حاله ، والأحوال كثيرة متنوعة ... فإذا هم في غمرتهم يعمهون ، ونادى المنادي من مكان قريب ، وجاءت الصيحة على حين غرة ، وقد أخذتني صورة الموقف أمام ميزان العدالة الذي سوف أقف أمامه ، و أنا أعرض قضيتي التي باتت شائكة وأصبحت كالمرض العضال في جسد المجتمع كله ، حتى تأصلت في الشطر النسوي وأصبحت من المفروضات والمقررات ، فلم يجرؤ أحداً على ما جرئت عليه ويخطو تلك الخطوة التي خطوتها غيري ، ..سرعان ما وجه قاضي المحكمة سؤاله لي ...قلت : (أفندم ) اسمك ؟... سنك ؟ ... محل اقامتك ؟... من تشكو ؟ .... سيدي : أود أن يتسع صدر عدالتكم وأنا أطرح شكواي بداية سيدي : كنت أعرف اسمي من قبل والآن سيدي لا أتذكره ، فسمني كما تشاء وبأي اسم يروق لك ، فباتت كل الأسماء توافقني ..فقد أوصمتني المرأة والتي جئت أشكوها بكثير من المسميات التي باتت والتصقت بي ، فسمني كما تريد ... أما عمري أو سني : فأنه فاق كل تقديري وتفاوتت التقديرات فيه ، فهناك من يقول ويقدره بالمئة ، ومن يقول ويقدره بمئة وعشرون ، وقلة قليلة تقول : تخطى الستون ، فاختر يا سيدي ما تشاء .. أما محل إقامتي سيدي : فأنا أصبحت كالطائر الغريب الذي بات لا وطن له ولا عش ولا أرض تضمه ولا عشٌ يحتويه ، فأنا كطائر الليل الحزين محلق يا سيدي فوق سماوات الناس التي عبأها الضباب ، أتحسر على بني البشر وودي أن أحط يوماً فوق على البسيطة وأسعد بالأمن في منزلي ولا أُسْتغل ولا يهضم حقي ،ويتهموني بالمتسلط وتنقلب الآية رأساً على عقب وقد أفنيت يا سيدي الروح والجسد لإسعاد بنت حواء ، لكن أضحيت الآن يا سيدي من الخائبين ...فلو أدرت رأسي أنظر حولي صرت خائنا ، ولو أدبرت بظهري بت نافراً .. ولو غبت صرت مهاجراً ، والآن يا سيدي جئت إلى عدالتكم وأرجو أن يرفع الميزان صوته ويعلن حكمه ، وأن يضع حداً للظلم الواقع على الذكر ، حداً يضع الأمور في نصابها ويوزن كلٌ منا بمقداره فلا أود أن يظل التعدي بحجة التساوي والمثل ، بالكذب والتضليل بحجة قوة الذكر وظلمه واستبداده ، فبنت حواء أصبحت لا تألوا بالاً بما هو معمول به في شرائع رب العباد ..فباتت ترسي قواعد لانهزامية الذكر ودحره ، فكلُ له مقدار وقدر يا سيدي أشكو قلة حيلتي وضعفي أما الحملة المجنونة المسيرة ضدي . جئت أشكو هواني أمام هذه الهجمة الشرسة التي تُعَرض بجنسي ،، لتجعلني أنحني ويقذف بي خارج الإطار التكويني الذي خلقت به ولأجله وأعْددتُ له .. وحملت على كاهلي هموم الدنيا ..وقد جئت إلى ساحة عدالتكم ،،أعرض ما آل إليه أمري وما صرت إليه في زمني ... كانت نظرات القاضي من تحت نظارته ترعبني وهو يستمع لي دون أن يقاطعني وخشيت أن ينعتني بالجنون أو يصدر أمراً لرجال الشرطة بالقاعة بالقبض علىّ وترحيلي والزج بي لمستشفى الأمراض العقلية ، أو يصدر قراراً مجحفاً ضدي أُلقى على أثره في داخل القفص مع المجرمين ، وكلا الأمرين مر بالنسبة لي لا يقلان تعنتاً ، والقضية باتت مصيرية ، فلو قدر الله وأصدرت المحكمة حكمها ضدي وخسرت القضية ستكون كارثة للذكور أمثالي مدي الحياة ...ترك القاضي القلم الذي يمسك به في يده وقد وضعه أمامه وانتصب في جلسته ورجع بظهره للوراء وقد أخذ نفساً عميقاً ثم دفعة بتنهيده ملتهبة في فضاء صالة المحكمة كبركان أراد أن ينفس عما بداخله من احتدام وغليان فخرج النفس محموماً ... يكاد يحرق كل الجلوس ويلهبهم بناره ،، نظر القاضي إلى معاونيه لليمين تارة وللشمال تارة أخرى كأنه يتشاور في الأمر ،، ثم عاد وتوجه لي بالسؤال .. هل معك دفاع ؟ ... قلت: سيدي أن الله يدافع عن الذين أمنوا .. وعلى حين غرة وقد التهبت ساحة العدل بالأصوات وارتفعت تؤجج المكان صخباً وتنديداً فأويا معارضاً للمحكمة وطالباً من المحكمة الانصياع لها ، وتعلقت العيون وتأججت الأرواح في الحلقوم ...والتف الحرس حولي يحوطني فقد تحرك الغبار الراكد ليخترق السماء ، دق القاضي مطرقته طرقات متتالية يسكت الصخب الهادر من شلالاته المندفعة ، وهو يأمل أن لا يخرج الأمر من يد المحكمة .. وعلى الجميع الصمت والإنصات لما سيؤل من أمر القضية .. وقف القاضي يعلن حكمه وهو ينظر حوله ويحدق في وجوه الجموع المحتشدة ، فإذا هي كتائب نسائية احتشدت للحرب وعلى رأسها قائدها اللواء أركان حرب حرم القاضي المصون رئيسة الجمعية لحقوق المرأة العصرية في دنيا باتت مهلبية ، فأسبل جفينه وطأطأ رأسه وراح يتلو قراره المشؤم ..ترى المحكمة وتقدر الظروف التي يمر بها الرجل والتي تمر بها المرأة لذلك بات على المحكمة أن تصدر حكمها اليوم وهي تود الالتزام بما هو معول به في الشرائع السماوية وهي المصدر الأساسي للفصل بين الجنسيين ،، مع الأخذ في الاعتبار أن المحكمة لا تستطيع أن تعطي بيانا شافياً فيما تقدم به المدعي خشية وقوع ثورة تفضي بإشعال فتيل المعركة التي لا يستطيع الجنس الذكري الصمود فيها،، ولذلك قررت المحكمة حفظ القضية لأسبابها الغير معروفة والتي لا تود اعلانها والجهر بها وذلك لأجل غير مسمى حتى يحين الحين ، ليبيت القاضي آمناً في سربه ..معافاً في بدنه .. وعلى أجهزة الأمن عمل الازم فيما يخصها وضبط واحضار أي ذكر يدعي الرجولة ويتسبب في اشعال لهيب المرأة ويخلق أزمة مفتعلة لتجد المرأة حقها وتعيش حياتها وترفع رأسها ويظل الرجل خافض الرأس لدواعي أمنية حفاظاً على سلامة الوطن والمواطن .. رفعت الجلسة ..! بقلم :: سيد يوسف مرسي المصدر: منتدى يوسفية الهوى 🍎 lp;lm |
01-16-2021, 12:44 PM | #2 |
|
لاتزال المعركة مستمرة
ولاتزال الانثى المنتصرة قد تفقد السيطرة وهي ذات باع طويل بالكيد استنثي منهم حبيبتي |
|
01-16-2021, 03:01 PM | #3 |
|
تلك جدلية الحياة وصراعها المستمر
بعضه افتعال وبعضه اختلال تتبدل الأدوار والدولاب إلى متاهة ولا وقوف سيبقى القاضي بين ضفتين وستبقى مطرقته محاولة يائسة لكنها دوما ودوما تثير الرهج ولا تجلب السكون |
أنا من هنا من هذه الأرض التي ضج الحنين بنبضها رحل المطر فنمت على أجفانها سحب الدعاء وتناثرت فوق المآذن نوتة العهد القديم أنا من هنا في راحتي لون الثرى وفي الملامح سمرة الليل الطويل https://twitter.com/kaaaa1425
التعديل الأخير تم بواسطة خالد عبدالله ; 01-16-2021 الساعة 03:21 PM
|
01-16-2021, 03:04 PM | #4 |
|
وهو الملك لكن هي شعب يثور عليه والى المنفى فمن ينجيه .! حتى يعيد كنهة النوى ويزمزم مسافات القرب ولاء ، يكفيها ان تبرأت من شمائلها حتى تتربص بالكيد فتزجه عنوة بحسرة وويل :: |
وهم وبين كفيك انداحت مساحة البهاء لاعدم :: ل حواء كلهـ ن نون ول حنانْ نون مقدسه../ لِ الأوغاد :: أرتقوا قليلا فقامة مجدي لاتنحنيـ كي تصل قاع فكركم .! ../ لاأحلل نقل أي حرف من حروفي وتبت يد المرتزقة :: ثم سئمت من استنساخي واستنساخ اسلوبي وحروفي وشخصيتي سحقا لهم من عاهات استغفر الله العظيم :: |
01-16-2021, 04:43 PM | #5 |
|
الحب معركة نعم ولا مكان للضعفاء في المعارك
لأن في الحب لا أحد يخسر مهما تنازل المرء لحبيبه يبقى منتصرا وفرحة الحبيب أكبر نصر مشاعر ممتلئة وحرف نابض كل الشكر والتقدير لك |
عنقاءُ يحملني الفضاء وجُنحي يطوي الفضاء وقد حواه غروري لا تعجبوا إني خلقت لكي يُرى في خفق أجنحتي عظيم سروري [/FONT][/SIZE] |
01-16-2021, 07:51 PM | #7 |
|
|
|
01-16-2021, 07:53 PM | #8 | |
|
اقتباس:
والألق والرقي دمت بكل ود وتحيتي إليك بحجم السماء |
|
|
01-18-2021, 06:24 AM | #10 |
|
قد تكون هي القاضي والظالم وربما المظلوم
تتعدد اوجه الصفات لتجعلها بصالحها لكن بعضهم وهم فئة قليلة تختلف عما كتبت وتحيتي |
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
محكمة الحب .. للجميع | شغف | رسول الـكلم وصنوان الجمال يمنع المنقول | 42 | 12-09-2020 10:22 AM |