مزامير داوود
رسول الـكلم وصنوان الجمال يمنع المنقول الرسائل الأدبيه والثنائيات (لغير المنقول) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-15-2019, 09:16 PM | #61 |
|
بعيداً عن الحرب و قصص الحرب و لون الدماء ، و معنى الفقد أريدكَ قربي قليلاً لأني أخاف أقول : تعالَ بقربي فإني اشتقتُ كذلك مثلك جداً كلّ الأوقات يُحاصرني فيها التّفكير فيكَ ، و الحقيقة أني استسلمُ لأفكاري و أسئلتي الحائرة عن أحوالك ، في الماضي البعيد كانت لديَّ طرق كثيرة لقتلهِ ، كنتُ ألجأ للكتب ، للموسيقى ، للأفلام ، للعائلة ، لشجاراتي المتكررة مع صديقاتي ، للكتابة ، لنزهة قصيرة مع رفيقةٍ فضوليةٍ تسكنُ بالجوار، أو زيارة خاطفة إلى الحانوت ، أو أشعر أننّي أشتاق لصوت جدّي في حواراتنا الهادئة واللّذيذة ، لضحكاته التي تنبثق حين أقول له: "لا تمت، مددّ هذا العمر قليلاً كي تحضن أطفالي." فيردّ: أسرعي يا قطتي ، ما بقي بالعمر شيئًا." الآن وبعدما استقر حُبّك في الوجدان ، و بات من المستحيل أن أمرر الدقائق دون أن نتحاور أو نتشاكس ، دون أن نشكي المسافة و جور الأهل ، دون أن نحكي ونكتب ونضحك ونبكي ونتبادل الموسيقى ، لم يعد بحوزتي أسلحة كي تقتل الوقت ، و السّلاح الوحيد الذي ينبغي أن يكسر رتابة الطّريق والأفكار حتى نلتقي ، هو الأغاني التي نتبادلها و كتابة الرسائل ، لكنّها سكاكين تلتّف حول عنقي ، أكتبك و أبكي حالي و أبكيك .. لكلّ أغنية سمعناها معاً سيناريو مطابق في حياتي ، لكلّ أغنية شخصيّة ، تجلس فوق الكرسيّ بجانبي ، توبّخني أحياناً تقول لي : كنتِ قد قطعتِ له وعداً ألا تبكي إلا لفرح ، ترمقني بنظراتٍ أتجاهلها ، أبتسمُ أحيانا حين تطرأ لي فكرة أنك تستمع إلى نفس الأغنية في ذات الوقت ، فأحدّق في الوجوه والشّوارع ، أقرأ المكتوب على اللّافتات ، وأحضنُ وجهكَ المرسوم فوق الشّبابيك . آه حبيبي لو تعلم .. تنحشر الأفكار في رأسي ، هل استيقظتَ ؟ هل تناولتَ الفطور ؟ هل تنتظرُ مني رسالة هذا الوقت تحديداً ؟ هل ستصلك فور إرسالها أم أن عيناً خفيةً ستقرأها قبلك ؟ و أغار ... أكاد أنفجر و أنا أتخيل ذلك ، و تكثرُ الأسئلة ولا تنتهي .. هل بدأتَ تشعر ببرودةِ الجوّ صباحاً أم لا زال دمكَ مثل قلبك يغلي؟ هل ستتابع خسوف القمر إن أعلنوا حدوثه و تهربُ من وسط محادثةٍ تجمعنا ؟ هل ما زالت تزوركَ النعوسة في نفس الوقت الذي كانت تزوركَ فيهِ منذ عام ؟ السؤال الأوقح إن تكرر سفرك مجدداً هل ستطلب انقطاعك عن العالم الخارجي بكل من فيه حتى أنا .. هذه الأفكار تحاول أن تصبح أقوالاً بهيئة تسجيلٍ صوتيٍّ ، رسائل نصيّة سريعة و خاطفة ، أو اتصال تتعانق فيه أصواتنا . كل ما أحتاجهُ كبسة زرّ واحدة تستطيع إخماد الحريق ، كلمة واحدة تستطيع أنْ تذيب جبال الهموم المحمولة فوق الأكتاف في هذا الليل الطويل .. إنّ الوقت يمضي و العمر يمضي ، و كلّ ما بي يحبك ، يستعيدُ ذكرياتهِ الماضية فيحبك اكثر و يشتاقكَ أكثر .. و أني أشتقتكَ اشتقتكَ اشتقتكَ |
التعديل الأخير تم بواسطة فتنة الياسمين ; 11-15-2019 الساعة 09:19 PM
|
11-16-2019, 01:51 AM | #62 | |
::كاتب وشاعر ::
|
اقتباس:
هل تعلمين ما الفرق بيننا ؟ فكري قليلاً و حاولي أن تجدي ما يتمايز به كلٌّ منا عن الآخر ! لم تجدي ؟ حسناً , و أنا كذلك لم أجد , إذ لا يوجد فرقٌ بيننا , فالحال توأمةٌ في كل المشاعر و الأحاسيس و الأفكار و الإضمار و الإشهار , بل إن الأمر يتعدى التوأمة إلى التقمص , فكلٌّ منا _ دون أن يلحظ _ يتقمص الآخر , يكون هو , و ما ذلك يا حبيبة إلا من فرط اشتياق للعناق , عناق الروح الذي يسمو فوق كل ما سواه .. و هل تراني أجرؤ على التفكير بما كان من حماقات ؛ أهرب بوجهي منها كلّما تراءت لي مع " تكشيرة " منك ملؤها الوعيد و التهديد , أهرب إليك منك , منك التي تتوعدني إليك التي تؤويني و تحميني فأرتمي بحضنها طفلاً في حضن أمه الرؤوم , فأنتِ الحبيبة و الأمّ و الشقيقة و الرفيقة و الشريكة و الابنة و الصديقة .. مهما ترامت الدراب و تكاثرت الشاخصات التي تعيد العابر بتلك الدراب إلى محطة البداية كلما أوشك ملامسة لمحطة الوصول ؛ فالمشيئة الإلهية النافذة في الخلق أمرٌ بين كافٍ و نون ؛ أستجديها من العزيز الكريم في كل صلاة و دعاء , تلهج بها الروح قبل القلب قبل اللسان , و ما الله برادٍ من تمسك بحبل الأمل به ؛ بل سميعٌ مجيب عزيز كريم .. اطمأني , فاليسر للعسر غالب غالب . إليكِ " كومة " من اشتياقي , أنثرها على بتلات الياسمين المتداخلة مع بتلات زهر الليمون ندى صباحياً يتراقص فرحاً لرؤية محياك مشهداً تهفو إليه الروح .. |
|
|
11-18-2019, 08:33 AM | #63 |
|
يا قاضي الغرام ....
يا سادة يا كرام ..... ارجو الهدوء التام .... عندي بيان هام .... سطرت فيه شكوتي ....... والظلم حرام .... عاشق مصاب بالهوي .... والعشق غرام ..... |
|
11-23-2019, 02:40 AM | #64 |
::كاتب وشاعر ::
|
هل تعلمين كيف يكون الشعور حين فخر و اعتزاز !
يكون هذا الشعور حين أتحدث عنك ؛ فتتسع حدقة العين نظراً لتسارع دقات القلب من قبيل فرحٍ ممزوج بالتوتر .. هرعنا إلى قسم الطوارئ نتيجة إبلاغنا بقرب وصول حالة خطرة , و بينما نحن في انتظار إيصال المريض إلى غرفة المشاهدة , لاحظ أحد الزملاء شرودي العميق ؛ فقاطعه و قاطعني بالسؤال : اشتياق ؟ رفعت نظري نحوه و أنا في خضم شرودي , عفواً , ماذا قلت ! أعادها ثانية : اشتياق ! نعم , اشتياق من تلقاء أمل و قلقٍ معا .. ربت على كتفي و أردف : فلننتهِ من أمر الرجل التسعيني و لنتحدث بعدها .. المفاجأة , هي أنه و بعد أن انتهينا من معاينة الرجل و طلب التحليلات اللازمة , تهادى صوت ضعيف بالكاد يسمع من الرجل : أسأل الله أن يحفظ لك من تحب .. ابتسمت و أمسكت بيده و أومأت له برأسي شاكراً إيّاه .. هل أنا مكشوف لدرجة تجعل من حولي ,_ بل و حتى مريض في حالة شبه غياب عن الوعي _ يدرك أني في حالة اشتياق لا حدود لها ؟! أجيبيني بالله عليك ؛ ألهذه الدرجة مفضوحٌ أمر قلبي في مرآة عيني , بحيث يرى كل من يصادفني في الطريق اسمك مرسوماً على قزحية عيني ! نجا الرجل , ربما بدعاء من يحب و بكل تأكيد بأمر من الله قبل كل شيء , و أسأل الله أن ننجو يا شريكة الروح من عقبات و عثرات المكان و الزمان , و أفتخر أكثر _ و بأمل دون قلق _ حين يسألنا ذلك الشقي المدلل : حدثاني كيف التقيتما .. هنا , سأترك مهمة الحديث لك , و سأستمتع و أنا أصغي إليكما و أنت تلغين بعض الفترات تجنباً لقهقهةٍ مني بنكهة الشماتة البريئة .. أحبك أملاً و قدراً و احتياجاً روحياً لا تستوي الحياة بسواه . |
|
12-03-2019, 12:26 AM | #65 |
::كاتب وشاعر ::
|
تعلمين أني لا أحتاج إلى مقدمات أو أفكارَ مسبقة حين الحديث إليك , يكفي أن أمسك الأمل و أغمسه بحبر الصبر لتتدافع الحروف و الكلمات فيما بينها من تلقاء لهفة ؛ لعناق عينيك حين قراءة و قلبك حين شهيق حب و روحك حين زفير إرادة عهد بيننا ..
عمّ أحدثك و أنت على درايةٍ بكل ما يجول بخاطري , حتى تلك المشاهد التي تراودني ذات حلم بين غفوة من يقظة و وسن على حافة النوم ! عن الماضي ! و لكني لا أملك من الماضي شيئاً و قد ابتدأ العمر حين خفق القلب ليعزف لك النشيد الوطني لوطن أقمته على ضفاف الشوق ! عن الحاضر ! و أنت الحاضرُ الذي أحياه أنفاساً تتقاسمينها معي على مدار الثانية لا الساعة و لا اليوم ! عن المستقبل ! و هل من مستقبلٍ سواك يا شريكة الروح و بهجة القلب .. دعيني ألملم بعثرتي لأعود إليك مثقلاً بالحكايا و القصص , تلك التي لطالما كنت تلحين علي طلباً لسردها , بينما كنت أسارع للهرب اتقاء لغيرة تحول حدقة عينك إلى قاضٍ صارم يطلق الأحكام دون أخذ بعين الاعتبار لتلك الأسباب التي تستوجب تخفيف الحكم .. أحبك , افتتاحاً لمقالي و توسيداً لحالي و توصيفاً لأملي , و تبقين و أبقى على عهد الصبر إلى مطلع الأمر الإلهي المنتظر يا حبيبة .. |
|
12-04-2019, 01:59 AM | #66 |
::كاتب وشاعر ::
|
تقولين إن عينيك تضيقان عند الابتسامة , لكنك تجهلين أنهما حين ابتسامة يوسّعان كل أوعيتي الدّموية , فينساب الخفق بكل أريحية مما يولد داخلي الشعور بالطمأنينة و الراحة و البهجة و السرور , لا أحتاج حينها للأندروفين و الدوبامين و السيروتونين و الأوكسيتوسين , فأنا أملك هرموناً خاصاً هو مزيج من تلك الهرمونات جميعها و خلاصتها , أما اسمه فهو : ابتسامتك قلباً و عينا يا شريكة الروح ..
ابتسمي , ناشدتك باللهِ أنِ ابتسمي , و اجعليني في فلك تلك الابتسامة طيراً لا يقف عن التحليق حبورا . سرقت منك شيئا , لن أخبرك عنه و لست بوارد إعادته .. لا تحاولي إقناعي بالبوح عنه , فما أنا بفاعل مهما استخدمت من أسلحة تدركين أني أفتح أمامها _ طواعية _ كل مخابئ أسراري . أحبك , قدراً و اختيارا و قرارا . |
|
12-05-2019, 02:07 AM | #67 |
::كاتب وشاعر ::
|
و الـحب أن يتملكك الـخوف و القهر معاً حين تتخيل ملامحهم و هم يتلقون نبأ رحيلك عن هذه الدنيا ..
يحدث أن يكون شعورهم أكثر أهمية من كونك على وشك الرحيل , الرحيل الذي تعيش تفاصيله بعرض بطيء متكرر .. ! لم أكن مكترثاً بمحاولات الطيار العبثية المتكررة _ لساعتين و نصف الساعة _ للهبوط بالطائرة دون جدوى ! لم أكن مكترثا بنداءاته و تأكيده أن خزانات الطائرة تحوي ما يكفي من الوقود ! لم أكن مكترثا بالخوف الذي غزا وجوه كل من حولي على متن الطائرة ! كان جل اهتمامي منصباً على دعائي لله أن يهون الأمر عليكما إن نحن لم ننجُ .. الحب .. أن نحزن للفراق الأبدي و نحن في الطريق إليه , لا أسفاً على الدنيا و إن كانت تعني لنا أنكم فيها , بل لأننا ندرك أن الدمع سيغزو منكم الروح قبل القلب قبل العين .. تدركين أني لا أقيم وزناً للحياة سوى لأنك فيها , و لأني على عهد قطعناه سويا و شاهدنا الله عز و جل .. ما أطول العمر انتظاراً بعيداً عن يدك تمسك بقلبي .. نعم , تمسك بيد قلبي الذي تناثر على امتداد المسافات فيما بيننا ليحظى بلقاء عينك حيثما وقع طرفها .. يا ربّ , مزيداً من الصبر حتى تأذن بأمرٍ منك في مشيئة بلقاء لا فراق بعده . و إنّ حبك لفرض عين عليّ , لا كفاية فيه يا رفيقة الروح و العمر و الدرب و الأمل . |
|
12-07-2019, 02:06 AM | #68 |
::كاتب وشاعر ::
|
و إني لأحتار في أمر حروف في كلمات من حديث أتكئ عليه رسالة إلى مقلتيك يا رفيقة الروح !
كيف لا أحار , و أنت ؛ فجائيّة كالحلم , منتظرة كالعيد , مشتهاةٌ كالجنة ! كيف لي أن أجمع بين ما لا طاقة لبشر على استيعابه من أحاسيسَ مترفةٍ بالنقاء , و بين قسوة الزمان و المكان وقوفاً بيننا كذلك الباب الذي حدثتك عنه .. هل تعلمين , بينما كنت أقص عليك رؤياي ؛ لم أكن أكف عن التبسم , كنت أتبسم و أنا أدرك الحروف تتسابق لتعانق السطور استعداداً للقاء عينيك , و أتبسم و أنا أدرك كل سكناتك و حركاتك و ردود أفعالك حين قراءة ما كان من حرف مني .. يا الله , ما هذه الشراكة الروحية يا رفيقة العمر ! حين أقولها : و إني أحيا بك و لأجلك فأنا إنما أعيد على مسمعك ما ترسلينه إلي صباح مساء من حديث الروح للروح , أعانقه و أول مشهد يرتسم أمام عيني حين صحو و كآخر اللوحات قبيل الوسن .. نعمةٌ أنت منّ الله بها عليّ , و اختصني دون خلقه بها . |
|
12-07-2019, 09:14 PM | #69 | |
|
اقتباس:
|
|
|
12-07-2019, 09:16 PM | #70 |
|
مثلك أنا تماماً أتخيلُ كثيراً صور لقائنا ، كيف سنغتال المسافة بعناقٍ طويلٍ ، طويل .. و سنرمم كلّ السنين التي تشققتْ من فرط الدّموع ، كيف سأصيرُ لكَ كتفاً وتصيرُ لي بحراً ، أريدكَ أن تنجو و أريدني أنْ أغرق . هناك الكثير من الأيام الواعدة و الأمطار القادمة ، و البرودة التي نحب ّ، و الكستناء المشويّة السحلب ، و المعاطف التي لم نرتديها العام السابق ! |
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|