|
♠ ..| دار النشر العربي ـ هُدهد ونبأ يقين واشم رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ، الأنباء الموثقة لليوسفيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
قراءة نقدية قلم الأديبة والناقدة : ( بسمة الحاج يحيى ) لمجموعتي القصصية
لنخيل ظلالها ، باسقات ، شامخات تنافس
الطيور المحلقة بالسماء ، جذورها تُسقى من نبع رقراق سلسبيل .. تُلقي ظلالها حيثما طاب السّمر و اللقاء .. ذلك هو الأديب الأستاذ ( مصطفى الحاج حسين ) أو ( المبدع ذو الضّفّتين ) كما سمّاه بعض الكتاب و النقّاد . فقد لَانَ الحرفُ بين أصابعه، فكتب الشعر منذ نعومة أظافره ، متناولا بذلك قضايا متعدّدة ؛ فسلّط الأضواء على القضايا الإجتماعية كما اهتم بتفاصيل الحياة العامة ببلدته و لم يستثن الشأن السياسيي اثناء تناوله لكل ما يهم حياة الفرد ، كما عطّر دواوينه الشعرية بأجمل القصائد التي ألهمها أحاسيسه الصادقة ، فنكهة العشق الشرقي تفوح من خلال رسمه للكلمات و المعاني .. كما أبدع بكتابة القصة القصيرة ، و بهذا المجال فقد تميّزت كتاباته بالشفافية و المصداقية إذ استدعى شخوصا من أرض الواقع لتستمدّ الأحاديثُ شفافيَتَها من كاتب النص نفسه الذي عكست كتاباته الحياة المتداولة و اليومية و خاصة تلك التي عايشها بنفسه أو عاشها منذ طفولته القاسية وصولا إلى حيث برز في مجال الكتابة . لذلك فقد اتسمت نصوصه بكشف صريح لهمومه خاصة منها ما يتعلق بالدراسة الّتي حُرم منها منذ سنواته الصغرى لمّا كان بالابتدائي ، ممّا دفع فيه أملاً و إصراراً عظيمين لتثقيف نفسه بنفسه ، فتعلّقت همّته بما وراء المعاهد و الجامعات من علوم ، فنافس روّاد العلم و تفوّق عليهم و الطموح يحذوه لطلب المزيد و دون توقف .. نهل من العلم ما لذّ و طاب ، لم تساوره القناعة و ما أصابه الغرور قطّ . بل كان كلما زادت معرفته زاد معها شغفه لطلب المزيد … و أجمل ما يؤثّث قصصه تلك الملامح الشفافة للأحداث و السّرد السّلس للمشاهد و ما تتخلّله من حوارات أكثر صدقا من الواقع حيث يتوغّل بأغوار النفس ليزيدها شفافية أثناء السرد .. الكاتب و الشاعر العصامي التكوين هو من مواليد 1961 و من سكان حلب ، انقطع عن الدراسة مبكراً ، و اضطرّ للعمل بميادين عدة مكنته من الاختلاط بفئات متنوعة من الناس كما خولت له التعرف إلى قضايا المجتمع بمختلف أصنافها ، ممّا اكسبه معرفة و فطنة لأنواع الفساد المستفحل بالعديد من المؤسسات الحكومية ؛ من ذلك الفساد المالي و المحسوبية و عدم الجدية أو غياب الإخلاص بالعمل . و هذا ما أثار غيضه و زاد من شغفه للمطالعة أكثر للإرتقاء بنفسه و فكره عن ذي عالم . فسعى إلى أن يحول كل هذه الملامح على صفحات قصصه التي طوّع ، أثناء سردها ، قلمه فانسابت كتاباته بلهجة ساخرة ، متهكمة على الشخوص الذين كان سخيّا معهم لدرجة منحهم أدوار البطولة ، بل و مكنهم من دور الراوي حيث جاء السرد على ألسنتهم ، فكانت قمة السخرية إذ يضع البطل في موقف لا يُحسد عليه فيعترف بنفسه عمّا يجول بفكره من حقد و أنانية أو نوايا تعفّنت بأعماقه .. الكاتب و الأديب مصطفى الحاج حسين ، رجل قلّما تجود به الساحة الأدبية ، فبرغم القسوة التي غلبت على تفاصيل حياته من داخل الأسرة أو خارجها ، فقد جعلت منه إنسانا مسالما ، يرفض الظلم للغير و يدافع عن الفئات التي قست عليها الظروف كما قسى عليها المجتمع ، فأوْلى هؤلاء حيزاً لابأس به من مساحة ما نقله في كتاباته ، فأقحم بقصصه ابطالا واقعيّين قست عليهم الحياة و المجتمع على حد السواء .. و من هنا تأتي مجموعته القصصية هذه لتشهد ميلاد ملحمة أبطالها شخصيات متواجدة بكل زمان و مكان ؛ هم الإخوة و الاقارب ، هم الأصدقاء و الزملاء بالعمل ، هم المسؤولون و العمال بمختلف القطاعات .. المبدع و الكاتب ذو القلم الجريء ، لم يدّخر تفصيلة واحدة ليغوص بأعماق الأحداث، فكتب بكل عفوية و شجاعة مميّزين . و هذه المجموعة القصصية تحوي خمس عشرة قصة لا يخلو أغلبها من الرّمزيّة ، فقد ترك الأديب مجالاً للقارئ ليكمل ما بين السّطور ، فاسِحًا له مجال التأويل بحيث لا يصعب عليه ، خلال قراءته للأحداث ، أن يلحظ البعد الثاني لكل قضية قيْد الدّرس ، خاصّة لما تكون البطلة امرأة أو مستضعفة و ينهش لحمها القريب قبل البعيد ، أو لمّا يقف الجيران مكتوفي الأيدي ، فحتما أنّ تلك الأرملة أو الثكلى بائسة الحال لن تكون ، بمواصفاتها تلك و الشبيهة جدا للمضطهدة و السّبيّة ، إلا رمزا لدولة عربية استخف بها ربّ العائلة قبل ان يفسح المجال واسعاً للأجوار كي يكملوا رسم عنفهم بجدارة فتكتمل المأساة .. هذه المجموعة القصصية هي نافذة للآخر ، للقارئ ، لكل من شعر بالظلم بأي مرحلة من مراحل حياته و خلال صيرورة البقاء من أجل الحياة ، و لم يسعفه خياله و لا قلمه ليعبر عمّا يودّ كشفه علنًا . فهذا الكتاب هو بمثابة صرخة عالية ، آهة شاهقة التردد ليعود إليه صدى صوته من خلالها . هي نفحة يتنفس عبرها القارئ ليسمع أنينه لمّا يصير الألم لذاذة نكتبها لتُقْرَأ ، لمّا يصير الشجن وليدا نحضنه و نطبق عليه فنحويه داخل أضلاعنا ، نلفّه كما تلف الأم وليدها ، نلفّ أحزاننا حتى تصير جزءً منّا ، حتى تتشابه ملامحنا به ، فنراها منعكسة بمرآة الحروف تتكاثف و تتراصّ ، تتسع و تتمدّد ، تتوغل بأعماق النفس ثم تسبح بفضاء الخيال ؛ لتكتشف أنك تقرأ للأستاذ ( مصطفى الحاج حسين ) . فتعجب كيف أمكن له مسك كل تلك التفاصيل الصغيرة و التي ساهمت و إلى حد كبير في بناء شديد الارتفاع استدرج خلاله كل التفاصيل ؛ ذوات ، فواعل ، شخوص ، جميعها تحضر لتنسج كل المعاني ، فيحضر السرد و الخطاب منسجمين إلى حدّ الجمالية بلغة سلسة مستساغة ، لكن لا تخلو من إبهار القارئ الذي يمسك بتلابيب الصورة و المشهدية حتى النهاية، فلا نقف معه كــقرّاء ، على فواصل، إذ الكتابة فيض من التشويق، يأخذ بنا إلى ظلال الحدث ، فلا نتوقف حتى نبلغ النهاية .. كالمياه تنساب الكلمات مسترسلة و الحبكة مكتملة الجمالية ، عذبة الخرير ، فلا تشعر و أنت تقرأ للأستاذ ( مصطفى ) بالملل ، بل هي تأخذك الى عمق الحدث و بكل نعومة الاسترسال .. قلم جريء و معطاء ، بجرة يأخذنا إلى عوالم قصصية تشير إلينا بإحكام ربط حزام الأمان ، لنسافر عبر الكلمة الحرة و الصادقة بأجواء يغلب عليها طابع الواقعية فتُجنّد الخيال فقط لخلق مسامرة بين هذا و ذاك ، بين نفسك تراها بمواقف و حالك لو استفدت ممّا هو مغاير ، لتحصل تلك الإضافة من خبرات الكاتب ، فيحصل ما يسمى بالمساهمة خلال عمل تشاركي بين الكاتب و القارئ ، تسهم بها في تطوير ذاتك ، و إلا فما نفع المطالعة لو لم تضف للقارئ فيتمكن من تطوير فكره عبر تجارب الكاتب ؟ قصص تحمل أكثر من دلالة بهذه المجموعة .. نصوص تحملنا إلى ضفاف النهاية بمهارة ربّان يحمل أفكاره و تجاربه و بعض خصوصياته مرتسمة ببعض أركان النصوص .. قلم مشبع بالسخاء حدّ الاكتفاء ، بل و يحملنا إلى ارتفاعات شاهقة من الجمالية و ارتفاعات أخرى تفسح مجال التأويلات المتاحة فيكتسي النص ، على يد المبدع ، تأشيرة للسفر و التوغل داخل خبايا شخوص القصة .. مجموعته القصصية هذه ، جاءت لتلخص مسير حياته و مسارها ، فكان كاتبنا ( مصطفى ) “العقاد” ، و هذه تسمية أطلقها عليه الأديب و الناقد الأستاذ ( محمد بن يوسف كرزون ) ، الكاتب و الناقد السوري الأصل ، فكان أنموذجا حيّا للإنسان الذي عمل على تغيير الوضع السلبي بمحيطه و بمجتمعه ككل ، لإيمانه بأن الكلمة و الأدب إن لم يغيرا الشعوب فلا جدوى من الكتابة أصلا .. فإن لم نستظل تحت أغصانها وارفة ، فلن تكون غابات كثيفة بما تحمله من معان و عبره ترفرف بأجمل الكلم و تهدينا رفيفا عذبا لكل معنى ينساب عند كل نسائمها المنكهة أدبيات ؛ من قصص و شعر .. تلك هي الظلال ، و تلك هي النخيل الباسقات تحملنا إلى عوالم قصصية ، ترفعنا إلى التحليق عبر مجموعة « المبدع ذو الضّفّتين » بقلم الأستاذ ( مصطفى الحاج حسين ).. قراءة ممتعة . بسمة الحاج يحيى تونس . الموضوع الأصلي: قراءة نقدية قلم الأديبة والناقدة : ( بسمة الحاج يحيى ) لمجموعتي القصصية // الكاتب: مصطفى حسين // المصدر: منتدى يوسفية الهوى
المصدر: منتدى يوسفية الهوى 🍎 rvhxm kr]dm rgl hgH]dfm ,hgkhr]m : ( fslm hgph[ dpdn ) gl[l,ujd hgrwwdm |
07-29-2019, 03:42 PM | #2 |
|
يقينا انه اصدار عرج للعلياء
واستحق هذا الاسهاب بالقراءه اماني التوفيق دوما :: |
وهم وبين كفيك انداحت مساحة البهاء لاعدم :: ل حواء كلهـ ن نون ول حنانْ نون مقدسه../ لِ الأوغاد :: أرتقوا قليلا فقامة مجدي لاتنحنيـ كي تصل قاع فكركم .! ../ لاأحلل نقل أي حرف من حروفي وتبت يد المرتزقة :: ثم سئمت من استنساخي واستنساخ اسلوبي وحروفي وشخصيتي سحقا لهم من عاهات استغفر الله العظيم :: |
08-03-2019, 04:05 PM | #5 |
|
قراءة جميلة من الأديبة والناقدة : ( بسمة الحاج يحيى )
أثارت عندي الفضول لقراءة المجموعة مبارك منجزك الميمون و أمنياتي لك بالمزيد من التوفيق |
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بسمة الربيع | ماجد الردفاني | ♠ ..| عناقيد التوت (المرسم والخط اليدوي) يمنع المنقول | 33 | 05-12-2022 02:29 PM |
من اصداراتي السردية القصصية | صالح بحرق | ♠ ..| دار النشر العربي ـ هُدهد ونبأ يقين | 21 | 03-25-2021 01:19 PM |
قراءة فلاشية.. | قنوت | ♠ ..| محراب ضوء 📷 يمنع المنقول | 27 | 12-21-2020 03:36 AM |
مالم تقله زرقاء اليمامة .... قراءة وتقديم | محمد حجر | ♠ ..| قافلة العزيز للمنقول | 13 | 12-18-2019 09:37 AM |
ودق تميـز:: ظلموكِ - بسمة ثغركِ - فيء اللقاء : | عبدالعزيز | ♠ ..|رضاب الأبجدية يمنع المنقول | 19 | 05-20-2019 09:54 PM |